Saturday, November 1, 2014

السلوك التعويضي للشخصية السودانية

.Worth translating
.Author unknown, but possibly Gulf Arab
******************************************************
دراما اولى
سوداني ينادي خليجي بكلمة "زول"...
يرد الخليجي بأنه "ما زول"...
فيكتب السوداني "قصيدة طويله مؤثره"...
معدداً فيها الصفات الجميله
- العظيمة –
"الإستثنائية"
- للشعب "الإستثنائي" –
السوداني
...
ذاكراً فيها
الأخلاق
و التأريخ
و النيل
و الحضارة
و التعليم
و الثقافة
...
هذه "القصيدة العصماء" سارت بها "قروبات الوطسب" ردحا من الزمن
...
فرحة و منتشية لهذا الرد الذي "أراح النفوس المغبونة" بأن جعل هذا الخليجي هو الخاسر الوحيد من كونه "ما زول".
دراما ثانية
شباب سعودي مترف
يخرج للخلاء
يصوّر راعي غنم سوداني أمين
و ينزّله على اليوتيوب إعجاباً بأمانته
...
النتيجة:
تبتهج "جموع" الشعب السوداني في البوادي و الحضر لهذا الانتصار الباهر...
آلاف "الاصتيتصات" نزلت مساء ذلك اليوم على "فيسبوك"
و تدفقت الرسائل على "وطسب" مدراراً...
تتغزل في هذا الحدث الذي أجبر تلك القناة العربية بتناوله...
هذا الحدث آثار من النقاشات ما هو كفيل بحلّ جميع أزمات هذه الأمة المنكوبة...
دراما ثالثة
كاتب خليجي يكتب عمودا صحفيا
يدافع فيه عن السودانيين
يتم "تشييره فيسبوكيا"
أكثر من أي عمود صحفي سوداني.
و دراما رابعة...
و خامسة...
و سادسة...
تعلمها و لا أعلمها.
******************************************************
هل تلاحظ - أخي الكريم – ما الذي يربط بين كل هذه الدراما؟
إجابة صحيحة...
نعم...
هو "التعطش"...
تعطش الأنا السودانية "للقبول" من الاخر الخليجي-العربي...
رغبة النفس السودانية "الملحة" في اكتساب احترام و "محبة" و تقدير الآخر العربي...
هذه الرغبة التي تبدو "كفجوة لا قرار لها" في دواخل الفرد السوداني...
لا تلتئم الا بعبارات الثناء والحمد والشكر من هذا الاخر...
هذا الثقب العميق يدفع الفرد السوداني لانتزاع "الود" انتزاعا
و لو كلّفه الامر ان يصبح شخصية غريبة متناقضة تائهه ..
و لو كلّفه الامر التضحية بحياته ..
ما الذي يدفع الالاف من هذه "الامة" للانفعال و إتخاذ وضع الدفاع عن النفس لمجرد أن شخص "نكرة" قال بأنه "ما زول"؟!
لماذا لا تتقبل النفس السودانيه إعلان الخليجيين بأنهم لا يرون أنفسهم "أزوالاً" بطيب خاطر؟
هل يجب عليهم ان يكونوا كذلك فعلا؟
هل تشعر بالأهانه من ذلك؟
و هل كنا سنرى ذات القصائد و نفس "الهياج العاطفي" و تلك الردود الدفاعية إن كان هذا الشخص النكرة هو من مواطني دولة "أفريقيا الوسطى" مثلا؟
ثم
ما الذي يدعو لهذا "الاحتفاء الوطني" لمجرد ان مواطن خليجي أثنى على شخصيه سودانية تؤدي عملها إن لم يكن هذا الامر هو مجرد ego flattering؟
******************************************************
تعريف
السلوك التعويضي هو
أي سلوك يسلكه الفرد
للتعويض عن سلوك آخر
أو
لتغطية صفة محددة
أو
لاخفاء حقيقة لا يمكنه تغييرها..
و هو ينتشر وسط الافراد الذين
"لا يتقبلون" أنفسهم كما هم
و لا "يعترفون" بواقعهم كما هو
و "لا يتصالحون" مع حقيقة "ذواتهم" الداخلية.
مما يبدو واضحاً للغاية
"و يتطلب فترة من الزمن للاعتراف به ايضا"
إن الفرد السوداني غير متصالح مع كون ان لونه "لونا أسودا" لا غبار عليه ..
كما انه غير متقبل لحقيقة ان هناك "مكون افريقي" يغلب على "مكونه العربي" بكل وضوح ..
هذا الاضطراب النفسي - الانكار الشديد للحقيقه التي يراها الكل- جعل الفرد السوداني يسلك سلوكا تعويضيا حالما تحط به الطائره في احدى المطارات العربيه ..
جعله شديد الحساسيه لا يتقبل نقد الاخر العربي ..
جعله يسعى بشتى الطرق لنيل الاستحسان من الاخر العربي..
وليس صعبا تحديد مظاهر السلوك التعويضي للسودانيين عند التعامل مع العرب ..
 ******************************************************
وسأذكر بعضا منها - املا منكم - ذكر اي سلوك تعويضي للشخصيه السودانيه خارج السودان شاهدتموه او سمعتم به:
التبرع باظهار الاختلافات العرقية في السودان
من الشائع ان يتبرع الفرد السوداني بتقديم "توضيح علمي" للجغرافيا العرقيه في السودان ..
حيث يوضح بحماس -مشكورا- ان السودان ملئ بالقبائل العربيه والافريقيه ..
هذا التوضيح يقصد به اضفاء شيئ من "المصداقيه" في حديثه ..
حيث انه سيذكر بعد قليل ان قبيلته من القبائل العربيه في السودان ..
ثم قد يقوم احيانا بسرد "شجرة نسب" قبيلته التي ستصل بلا شك الى قريش ..
وهنا اتذكر نكتة السوداني الذي اخبر سائق التاكسي السعودي انه من "الاشراف" ..
وكلكم تدرون بقية القصه.
الانكار الضمني للون الأسود
يركز الفرد السوداني كثيراً على أن السودان به جميع الألوان ههههه...
الأبيض و الأسود و ما بينهما من تدرج...
ثم لا ينسى أن يقول أنّ في السودان "أقباطاً" بشيء من الغبطة و الارتياح...
كل هذا سلوك تعويضي لتفادي وصم الشعب السوداني باللون الأسود الذي سيبعده عن العرب...
وهو يعلم "حقيقة" ان 99 في المئة من السودانيون هم سواد البشرة.
الحبّوبة التركية و الجذور المصرية
وحينما يجد الفرد السوداني
أنه من المستحيل "انقاذ" السودان ككل من وصمة "اللون الأسود" و"المكون الأفريقي"...
فإنه يسلك سلوكاً تعويضياً مرضياً بانقاذ نفسه فقط...
حيث أنه و حينما يجد الفرد السوداني أنه من المستحيل "انقاذ" السودان ككل من وصمة "اللون الاسود" و"المكون الافريقي"...
فإنه يسلك سلوكاً تعويضياً مرضياً بانقاذ نفسه فقط ..
حيث انه يذكر لمستمعيه العرب – و بدون سبب - ان حبّوبته تركية و أن جده لأبيه من مهاجري مصر قديماً...
الاخلاق
أكثر السلوكيات شيوعاً وانتشاراً:
يبالغ السودانيون كثيرا في إظهار كرم اخلاقهم و صفاتهم تجاه "الشعوب العربية" تحديداً.
وليس تجاه كل الشعوب..
"الأحباش" مثلاً ..
هذا الوضع المثير للشفقة لا يؤكد إلا ان كل هذه الأخلاق ليست سوى وسيلة لانتزاع استحسان و تقبّل الشعب العربي..
وذلك لاشباع عقدة النقص السودانية هذه النهمة..
اللهجة العامية السودانية
يردد الفرد السوداني باستمرار أن "الدراسات" اثبتت ان العاميه السودانيه هي اقرب اللهجات للفصحى!
و ليس الغرض من ترديد ذلك: الغاية العلمية كما هو واضح،
و إنما الغرض: محاولة اثبات أصالة السودانيين كعرب، مثلهم مثل بقية العرب.
وقد يصبح هذا السلوك الذي يبحث عن الاعتراف "أكثر مرضية" بأن يقوم الفرد بالبحث في معاجم اللغة لاثبات ان تلك الكلمه موجودة في اللغة الفصحى القديمة.
الدين الاسلامي
يلتزم السودانيون بتعاليم الدين الاسلامي "عموما" بصوره اكبر عندما يكونوا في المجتمعات المتدينه في الخليج..
وليس الامر ناتجا عن التأثير المباشر كما يبدو ..
وانما لمحاولة الذوبان وانتزاع الاستحسان من هذا الاخر العربي.
التفاعل مع القضايا العربية
السودانيين اكثر الشعوب معرفة وتفاعلا وتضامنا مع القضايا العربيه الداخليه ..
الاهتمام الزائد و "حشر الانف" هذا يهدف الى اشاعة روح التضامن بين العرب ..
هذا الاهتمام يتخذ خطوات عمليه تقول: نحن نهتم لأمركم ..
نحن شعب واحد كما تعلمون..
فاهتموا لامرنا ..
ولكن يصل الاحباط النفسي قمته حينما لا يهتم العرب بالقضايا الداخليه السودانيه ..
فيلجأ الفرد السوداني الى سلوك اخر وهو اقحامهم واعلامهم بتفاصيل الواقع السوداني عنوة ..
ثم لومهم فيما بعد على عدم الاهتمام بالسودان وعدم المعرفه به ..
فالمطلوب -حقيقه- هو اهتمام العرب بنا فقط.
قد يذكر لك السوداني مقولة مجهوله قديمه وهي بيروت تطبع القاهره تكتب والخرطوم تقرأ ..
قد يذكر لك ان نزار قباني اعجب بشعراء السودان ..
قد يذكر لك مؤتمر قمه عربي عقد بالخرطوم يسميه اللاءات الثلاثه ..
قد يذكر لك زيارة ام كلثوم للخرطوم في الستينات ..
ويخبرك ان الملك فهد درس بالخرطوم ..
******************************************************
كل هذه المحاولات المستميته اليائسه وكل هذه الدفاعات
هي وسائل تستخدم لاثبات ان السودانيين ليسوا "أقل شأنا" من اقرانهم العرب وهي توضح حقيقة مدى تحقير هذا الانسان السوداني لنفسه!
كل هذا جعل من الشخصيه السودانيه في الخليج شخصيه غريبة مضحكه متناقضه
جاده طيبه
انفعاليه عنيفه هادئه امينه
متعلمه مجرمه
يهابها الجميع ويسخر منها الجميع ايضا ..
هذا لان الشخصيه السودانيه لا تتقبل نفسها ..
ولا تتصالح مع حقيقتها..
فتنتج مسخا مشوها غير مفهوم ولا يمكن التنبؤ به.
ف يا عزيزي الزول ..
انت لست مطالب بإثبات شيء ..
لست في حوجه لانتزاع إعجاب احد ..
كن كما انت
و لا تصنّع شيئا ..
لا تبالغ في اظهار كرمك ..
ولا تبالغ في اظهار غضبك ولا تبالغ في تأكيد عروبتك او افريقانيتك ..
فلا أحد في هذا الكون تدين له بشيء ..
لا تبالغ في شيئ ..
الا عملك ..
او حتى لا تبالغ ..
فعلى قدر عملك تأتي ترقيتك ..

كن انت وفقط .

No comments:

Post a Comment